هل يعاني صديقي من الشذوذ؟


هل يعاني صديقي من الشذوذ؟

تفاصيل الإستشارة
-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أريد أن أعرف كيف احكم علي شخص أنه شاذ أم لا؟.. بالطبع الأفعال, لكن  ماذا لو كانت ميوله أو أفكاره بهذا الشكل هل يعتبر شاذا؟.
أعني لو أنه يفكر في صديقه؟.. هل لو تعرض للإساءة الجنسية "اغتصاب" وهو صغير قبل البلوغ ولكنه لم يفعل ذلك من وقتها, هل بذلك يعتبر شاذا؟

مع العلم انه تعرض لذلك لأكثر من مرة... هل بعد كل هذا استطيع الحكم عليه انه شاذ؟ وهل هناك علاج للشذوذ؟ وهل بعد هذا العلاج تختفي المشكلة تماما؟ أم يظل هناك أثر في حياته؟ ما هو حل هذه المشكلة, ما هو الواجب الذي عليه قيامه؟
أميرة بدران
2011-10-12
الاجابه

ويرجع هذا لأن الطفل في تلك المرحلة ومع تلك الخبرة رغم آلامها النفسية المتعددة وآثارها العميقة في النفس سواء النفسية أو الاجتماعية تعمل على ما يعرف بالإفاقة الجنسية المبكرة؛ حيث يستشعر الطفل اللذة والجنس قبل أن ينضج من الناحية البيولوجية على المستوى الجسدي أو الفكري أو العصبي،الجنسي..الخ، فينجذب لتلك اللذة رغم عدم النضوج فلا يجد مصرفاً لها إلا من خلال الشذوذ بين أقرانه ومعهم، وأي شيء يتم التأكيد عليه وتكراره أو بالمصطلح العلمي "تعزيزه" يصبح نمط سلوكي للشخص يرجع لنمطية حدثت في التفكير وبالتالي نمطية في مشاعر بالتبعية.

إذن هل التفكير في الصديق شذوذ؟، نعم هي درجة أولية منه ولكنه ليس شذوذ جنسي كما نعرف، وهناك الكثير من الشباب وقفوا عند تلك المرحلة ولم يتعدوها أبداً، ومنهم من لم يتمكنوا من كبح جماح أنفسهم وتخطوها للفعل، فمن يدري أين سيقف صديقك المزعوم؟، ثم هل تعرضه لاغتصاب متكرر في السابق هو ما يجعله شاذ؟، فأقول لك: أن التعرض للتحرش أو الاغتصاب ينتج عنه نموذجين شهيرين، أولهما شخص يصبح عبد للشهوة كما عرفها منحرفة فيبحث عن إروائها بأي شكل ومع أي شخص فيتحول لشاذ بجدارة، والثاني..عكسه تماماً يكره نفسه وجنسه ويملؤه الحقد والاضطرابات والقلق والرغبة الجامحة في الانتقام ممن فعل به هذا رغم مسايرته الخارجية لحياته، ولا مكان ولا مجال للشذوذ في تفكيره.

أما عن السؤال الخاص بالعلاج، فنعم يا أخي الكريم هناك علاجاً للشذوذ؛ ولكننا وجدنا أن العلاج ينجح بإذن الله تعالى مع فئة معينة من المرضى؛ فهناك من يفتخر بشذوذه ولا حول ولا قوة إلا بالله ويتخذه أساساً لحياته فهذا لا يرجى شفائه، وهناك من يتصور أن السبب جيني وليس له من أمره شيئاً فيتكل على ذلك ويظل عبداً لمرضه المزعوم؛ والحقيقة على عكس ذلك تماماً؛ فهذا الزعم يخرج من الغرب ليجعلوا الشواذ فئة مقبولة داخل المجتمع لأنه لا زال يرفضه، وكل الدراسات الغربية التي تحدثت حديث الجينات مشكوك فيها تماماً على المستوى العلمي المحض من خلال طرق القياس، والتأكد من نتائج البحث.

وهناك من يرغب في العلاج ويتأذى كثيراً من وقوعه في هذا الانحراف الشديد وهذا النوع هو من ينجح معه العلاج بإذنه تعالى سبحانه، ولكن عليّ أن اعترف أن العلاج يحتاج لصبر ومثابرة وجهد حتى يمثل للشفاء منه حيث يقوم المتخصص بداية في التعرف على السبب أو الأسباب التي أدت لوجود هذا الانحراف من خلال الجلسات النفسية ثم يتم عمل تبصير للمريض بحقيقة هذا الانحراف ومآله النفسي والاجتماعي والديني والعضوي،..الخ، ثم تبدأ رحلة العلاج المتخصصة والتي تشمل دراسة المؤثرات وعوامل الإثارة، وعمل ارتباطات شرطية عكسية لعوامل الإثارة لتتحول لعوامل تنفيرية ووضع برنامج سلوكي وتدريبات في المنزل لكيفية التخلص من تلك المؤثرات، بجانب العلاج الروحي الذي يشمل درجة جيدة من القرب من الله سبحانه ليكون عامل نفسياً قوي يعين على الشفاء و من ثَم تعديل المسار وتصحيحه وغيره من التفاصيل التي يتمكن منها المتخصص.

وهذا العلاج هو العلاج الذي يتعلق بالشذوذ الفعلي، وبما أن صديقك يعاني فقط من الميول أو المشاعر فسيكون العلاج أسهل وأيسر وسيقتصر بإذن الله تعالى على البوح بما حدث في الطفولة والتعبير عن تلك المشاعر وبالتالي تعديل الأفكار ومناقشتها والقيام بعدة واجبات وتدريبات أيسر وأسرع بكثير من العلاج الخاص بالشذوذ الجنسي، أسأل الله العظيم أن يحفظ صديقك ويعينه ويوفقه.

No comments:

Post a Comment

Followers